تيصنباض نبوشمجان

بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2972 نهنئ كل الجزائريين وأمة تامزغا بهذه السنة الجديدة، وبهذه المناسبة و كتكملة للجزء الأول من النشاط السابق قام أعضاء فريق نادي الإستغوار والنشاطات الجبلية بالقرارة باستكشاف ومسح طوبوغرافي لأزيد من 300 متر من مجاري توزيع الواد تيصنباض نبوشمجان

وكواجبنا نحو البيئة قمنا بحملة نظافة لهذه المجاري ومن هذا المنبر نوجه رسالة إلى الجميع بالمحافظة على نظافة والاهتمام بهذا الإرث الحضاري والبيئي و التاريخي.

وفي هذا المقال سنعطيكم نبذة حول تحديات قصور واد مزاب وعن نشأة تيصنباض نبوشمجان

: تحديات قصور واد مزاب

عاش الإنسان القديم يصارع الطبيعة من أجل البقاء، ولم يرتق بحضارته، إلا عندما استقر على الأراضي الخضراء، ولم يكن بوسع الأرض أن يخضر لونها إلا بوجود مصدر مياه دائمة و مناخ مساعد لذالك، شكلت المياه في مسيرة الإنسانية عاملاً مهماً في ظهور الحضارات وتقدمها، لذا نجد اغلب الحضارات والمجتمعات استقرت على مصادر مياه دائمة

على عكس المألوف فان قصور واد مزاب استقرت في منطقة صحراوية قاحلة تكاد تنعدم من النباتات، على هضبة حجرية تحرقها في الصيف شمس ملتهبة ، وتهب عليها في الشتاء رياح ثلجية آتية من الهضاب العليا، وتتخللها شبكة من الأودية شبه جافة ومعدل الأمطار السنوي بها 67 مم

صارع المزابيون الطبيعة بعقلهم وجهدهم ليحول ضفاف الأودية الحجرية إلى جنات خضراء و اتخذ من الجبال قصورا تحميه من الأعداء ليطوروا أنظمه معقدة لكيفية استغلال الأمثل و الأحسن لمياه مجر الواد والتأقلم مع حياة الطبيعة القاسية

لكي نفهم ألان في عصرنا هذا كيف يفكر المجتمع الميزابي قديما وكيف طور هذه الأنظمة . علينا أن نجرد حياتنا اليومية من كل مظاهر الحضارة التي نعيشها اليوم مثل ماء الحنفية الذي هو قادم من طبقات المياه الباطنية (البيان) و الكهرباء التي تنقل بمئات الكيلومترات عبر الأسلاك و طرق المواصلات ووسائل التواصل , و كان يعيش في عزلة عن جميع الإمدادات مثل مواد الغذائية و الملابس و مواد البناء و مواد طبية … أي كان عليه أن يحقق الاكتفاء الذاتي لجميع متطلبات حياته اليومية على مدار سنوات و خاصة في سنوات الجفاف و الحروب، و تسخير الصحراء القاحلة والطبيعة إلى مصدر رزق دائم، والمعرفة الدقيقة لكل تفاصيل الطبيعة التي يعيش فيها

ملخص القول المزابيون بنو مدنهم و استقروا فيها في هذه الطبيعة القاسية على أساس غريزتين

.غريزة حب الأرض و غريزة حب البقاء

: اِغْزَرْ اَوغْلَانْ

.اِغزر : كلة أمازيغية تعني مجرى الوادي

أغلان : المنطقة المنخفضة ذات الشكل المقعر

: تعريف تيصنباض نبوشمجان

لقد تم إنشاء النظام التقليدي لتقسيم مياه الأمطار منذ سبعة قرون من طرف الشيخ بامحمد أبو سحابة سنة 1273م، وطوره بعد ذلك المهندس العبقري الشيخ حمو والحاج سنة 1707م

– الشيخ حمُّو والحاج ولدا 1635م توفي 1716م هو عضو في حلقة العزابة و عضو امناء السيل، (توجد قصة للعبرة تروي عن الشيخ حمُّو والحاج ستجدونها في أول تعليق)

.يقع هذا النظام بمشارف الواحة على بعد حوالي 4 كلم غرب قصر غرداية

يتجمع مياه السيل بطريقة طبيعية عبر مجرى وادي مزاب الذي يمتد مئات الكيلومترات بأعالي الوادي حتى وصول المكان المسمى “أملاقا” وهو نقطة التقاء وتجمع واديين هامين هما واد لبيض وواد لعذيرة. في هذا المستوى قام “الأمناء” (وهم الذين يقومون بتسيير نظام تقسيم المياه) ببناء سد “بوشن” على طول واد مزاب وهي منشأة للري تهدف إلى تجميع مياه الوادي و تخفيف سرعة تدفق مياه السيل للتحكم فيها وتحويلها لسقي البساتين لتغذية الطبقة الجوفية، ويتم تحويل وارجاع المياه الزائدة نحو مجرى وادي مزاب إلى أن تصل إلى العطف

في البداية كان الاوائل حفروا خنادق لتوصيل مياه الواد الى بساتين بُوشَمْجَانْ وكما معروف في منطقة شبكة واد مزاب تهب رياحقوية محمله بالرمال في فصل الربيع من كل سنة من الجهة الغربية مما يادي إلى ردام هذه الأخاديد وبعدها يستلزم تنظيفها بعد كل موسمرياح القوية بتنظيم حملات تويزا لكل افراد المدينة وهي عملية شاقا جدا

وبعبقرية الشيخ حمُّو والحاج تمكنوا من بناء جداران الأخاديد وتسقيفها بحجارة مسطحة تسمى امودان والان اصبحت الانفاق تحت الارض مردومة باطنان من الرمال اكبر ارتفاع من النفق إلى سطح الأرض 13 متر اي ردمت بعد 3 قرون من تسقيف الانفاق

تيصنباض نبوشمجان تتكون من خمسة سواقي رئيسية مهيأة بمنافذ للتهوية تسمى لمنفس بشكل دائري تشبه البئر ووظيفتها تخفيف ضغط مياه الوادي من اجل الحفاض على الانفاق من الانهيار وتستعمل أيضا لتنظيف الانفاق واطولها حوالي 13 متر وعددها 32 منفس، كل ساقية توصل الماء إلى حي من الواحة داخل أزقة ضيقة ثم تحول ماء السيل إلى سواقي أين توجد في قاعدة جدران البساتين فتحات صغيرة للسقي وهي بمقاييس دقيقة حسب مساحة البستان وعدد نخيله، والجدير بالذكر أن هذه الواحة الاصطناعية وجدت من العدم بفضل هذا النظام الرائع والعبقري

.ومن يود التعرف اكثر عن انظمة الري التقليدية عليه زيارة قصور واد مزاب

المرجع من كتاب : نظام تسيير و تقسيم مياه السيل بوادي ميزاب

من إصدار ديوان حامية وادي مزاب وترقيته

http://www.opvm.dz/19_Brochures/182_Materiaux_de_construction/a

الكاتب : حريز بهون بن محمد

تصوير ومعالجة:عبد الرحمان ح م المصورون :أحمد ج ، حريز م ، مصطفى ش ب

Spéléo Club de Guerrara/Ghardaia //المصدر

Un commentaire

  1. Thanks for sharing. I read many of your blog posts, cool, your blog is very good.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *